فضاء حر

نموت ونتوارث الموت

 

لم تعد الحياة اليوم – حياة تقاس بالفقر او بالغنى , بمستوى الدخل أو بمستوى التطور في المجتمع. وإنما تقاس بالعيش
هل أنت تعيش ؟ أم انك تموت وتتعفن؟

لهذا كان عنوان الشاعر التشيلي العالميبابلو نيرودا: اعترف أني قد عشت -فالشاعر بابلو لم يقل في مذاكراته ولم يعترف لنا بأنه شاعر كبير وعالمي, وإنما قال لنا واعترف بان الحياة التي منحت له لم يبددها في التفاهات, وإنما عاشها وحفر اسمه على جذع شجرتها وقدم لنا اكثر من دليل مقنع على انه عاش حياة اغني من حياة المليارديرات , واغني من حياة الحكام والجنرالات , وأغنى من حياة جلاديه.

وثمة في العالم اليوم شعوب فقيرة تعيش حياتها بجدارة وتعرف كيف تعيش حياة غنية!

وشعوب غنية, لكنها لا تعرف كيف تعيش وكيف تغني حياتها بالعيش!

وعلى سبيل المثال فإن شعوبا مثل شعوب دول مجلس التعاون الخليجي , لا تستطيع أن تقنعنا بأنها تعيش.

إنها فقط تنفق وتستهلك وتأكل وتشبع وتتخم وتسمن وتترهل وتتعفن, وتعتقد إن تلك هي الحياة.
أما بالنسبة لنا نحن في اليمن , فإنه لا فرق عندنا بين من يملك المليارات , ومن لا يملك سوى راتبه , جميعنا نخزن ونكيف ونطنن وننتظر الموت. وعلى حد تعبير الأديب اليوناني العامي كازنتزاكي في روايته (الإخوة الأعداء) : (يتوارثون الموت ويضنون أنه الحياة)

ونحن في اليمن نموت ونتوارث الموت , ونضن أن موتنا هو الحياة.

"اليمن اليوم"

زر الذهاب إلى الأعلى